21 - 06 - 2024

نجوم الإنشاد الديني | روعة الشيخ طه الفشني

نجوم الإنشاد الديني | روعة الشيخ طه الفشني

يا أيها المختار لمدحه ماذا أقول

والله طهر من سفاح الجاهلية أحمدا

تعود تجليات الإنشاد الديني في مصر إلى بداية القرن الـ 20؛ وتتجلى روعة الإنشاد الديني الذي يبدأ بمحبة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومحبة آل بيته الأطهار، في كونه محببا للعديد من طبقات المجتمع، وتنشط ليالي إنشاد قصائد المديح النبوي في ليالي رمضان المبارك، حيث تتوالى مشاركة كبار المنشدين بإحياء الليالي الرمضانية التي تعد السهرة الروحية المفضلة لدى المصريين في هذا الشهر الكريم عقب آذان المغرب وقبل حلول موعد صلاة فجر يوم رمضاني جديد..

إذا كان للصدفة دور؛ فإنها كانت حليفة للشيخ طه الفشني في دخوله دنيا الإذاعة التي كانت البوابة الملكية للوصول إلى قلوب الناس؛ حيث كان يحيى إحدى الليالى الرمضانية بمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، واستمع إليه مدير الإذاعة المصرية وقتها سعيد لطفي؛ الذي عرض عليه أن يلتحق بالعمل في الإذاعة، واجتاز كافة الاختبارات بنجاح، وأصبح مقرئًا للإذاعة ومنشدا للتواشيح الدينية على مدى 34عاما، أما عن سيرته فهو من مواليد قرية الفشن ببني سويف عام 1900، اشتهر بحلاوة الصوت وروعة الإحساس وحسن الأداء مما جعله يتفوق على الكثيرين من زملائه، كان هذا بفضل التربية الدينية التى نشأ عليها من أسرته المتدينة؛ فعهدت به أسرته إلى كتاب القرية التى كانت تتبع محافظة المنيا وقت ولادته، حيث أتم حفظ القرآن الكريم كاملا، وواصل دراسته بالمرحلة المتوسطة من التعليم، ليلتحق بمدرسة المعلمين بمحافظة المنيا، وحصل منها على دبلوم المعلمين، ثم شد الرحال بعدها إلى عاصمة الثقافة، القاهرة، ليلتحق بالتعليم العالي بمدرسة "دار العلوم العليا"، وأثناء اندلاع ثورة 1919 توجه الفشنى إلى الجامع الأزهر الشريف لكونه منارة العلوم الدينية المستنيرة، حيث التحق ببطانة الشيخ على محمود القارئ الأشهر وأحد أهم أساتذة المطرب محمد عبد الوهاب، الذي كان يلجأ إليه الموسيقار كلما استعصى عليه لحن وذلك لعلمه الواسع بالمقامات الموسيقية، وتتلمذ الشيخ طه الفشني على يديه وأصبح من أنبغ تلاميذه، لينتشر صيته بعد أن عرف بتميزه في أداء التواشيح الدينية التي تهتز لها قلوب المصريين، سواء في القرى أو في المدن.

أتقن الشيخ الفشني فنون ترتيل القرآن الكريم، وكان دائم التلاوة بالقصرين الملكيين: عابدين في القاهرة ورأس التين بالاسكندرية عندما ينتقل الملك فاروق إلى مقره الصيفي، وكان ذلك بالمشاركة مع قامة أخرى كبيرة هو الراحل الشيخ مصطفى إسماعيل لمدة 9 سنوات كاملة، وعندما بدأ عصر التليفزيون "ماسبيرو" وافتتح إرساله فى مصر كان الشيخ الفشنى من أوائل قراء القرآن الكريم الذين افتتحوا إرساله وسجلوا له القرأن الكريم مجودا، في ذلك الوقت كان الشيخ طه الفشنى دائم التردد على حلقات الإنشاد الدينى والذكر، حيث يقع منزله بالقرب من مسجد الإمام الحسين، إلى أن ذاع ونبغ وأصبح المؤذن الأول للمسجد، كما كان دائما مايرتل القرآن الكريم فى مسجد السيدة سكينة، ودائما ما يستمع جمهوره إلى تلاوته الخاشعة لسورة الكهف في أيام الجمعة لتجلياته في هذه السورة الكريمة بالتحديد، أما في التواشيح فمن أشهر التواشيح التى أداها الشيخ الفشنى "ميلاد طه يا أيها المختار، حب الحسين، إلهى، وسبحان من تعنو الوجوه لوجهه"، وانتخب الشيخ الفشني رئيساً لرابطة القراء خلفاً للشيخ عبدالفتاح الشعشاعي سنة 1962م.

عبد الوهاب وأم كلثوم

يحكى عن الشيخ طه الفشنى، أنه شارك كمطرب مع أم كلثوم وعبدالوهاب في حفل زفاف الملك فاروق‏، بحسب تصريح سابق لنجله زين طه الفشنى، إنه فى بداية حياة والده كشاب وهبه الله حلاوة الصوت وحينما قدم من الفشن قاصدا القاهرة، تعاقد مع شركة إنتاج اسطوانات يونانية، والتي أنتجت له اسطوانتين كمطرب، ولكن أسرته نصحته بأن يتجه إلى القرآن الكريم والتواشيح الدينية، وترك الشيخ إرثا ضخما من التسجيلات النادرة، حيث يوجد له 286 تسجيلا للقرآن الكريم، ونحو 14 ساعة من الابتهالات والتواشيح، قبل أن يرحل في اليوم العاشر من ديسمبر عام 1971، وكان يوافق يوم جمعة.

يا أيها المختار لمدحه ماذا اقول

والله طهر من سفاح الجاهليه أحمدا

ذو رأفة بالمؤمنين ورحمة

سماك ربك في القرآن محمدا

نادت بك الرسل الكرام فبشرت

وملائك الرحمن خلفك سجدا

لا يحصي فضلك ناثر أو كاتب عددا

ولا الشعراء يا غوث الندى

طه صلاة الله مني سرمدا

ثم الصلاة عليك يا نجم الهدى

يا رب هب من لدنه شفاعة

واجعل كتابك حجة لي شاهدا

حب الحسين وسيلة السعداء وضيائهم

قد عم في الأرجاء سبط تفرع منه نسل المصطفى

وأضاء مصر بوجهه الوضاء حب الحسين

فهو الكريم ابن الكريم

وجده خير الآنام وسيد الشفعاء
-----------------------
استمع إليهم: طاهــر البهــي






اعلان